Lẳyẳň Møhẳmĕď نائبة للادارة
عدد المساهمات : 3024 السٌّمعَة : 13 تاريخ التسجيل : 02/02/2012 العمر : 26
| موضوع: قصة قصيرة " ثمن الخيانه " للروائي توفيق عبيد الأحد أكتوبر 07, 2012 10:38 am | |
| الحاج مطاوع معمر فلسطيني في نهاية العقد العاشر من عمره ، طول عمره يمشي في ذرى الحيط ويقول : يا رب الستر ، وكان يؤمن إيماناً مطلقاً بالطاعة لله والرسول وأولي الأمر . الحاج مطاوع له ذاكرة توغل نحو البعيد ترقب خيوط القمر العائده من أمسيات الجراح البعيده ... كان يحفظ مشاهد وصور وذكريات عن أيام الإحتلالات كلها .. ذكريات أليمه حفرت حفراً عميقه في الذاكره ... حفرت في ذاكرته أخاديد لن تنسى . آمن الحاج مطاوع بمقولة سيدنا أبوبكر: " أطيعوني ما أطعت الله فيكم "... لكنه في العقود الأخيرة ما زال على إيمانه بالطاعه لله والرسول ولكن أولى الأمر ساوره الشك في صدقهم وأمانتهم ... انتهز فرصة ولادة آخر أحفاده وصمم بقوه على تسميته .. فكان له ذلك وسماه "ظاهر" تيمناً ب... "على الحق ظاهرين" . عاش ظاهر في كنف جده ... الذي أخذ يرضعه لبن الكرامه ويعلمه دروب الشهامه ويخط له مسار الأصاله ... حتى أخذ يناديه أحياناً .. "ظاهر الحق" . كبر ظاهر وترعرع في الحق وله ... تخرج من الجامعة في قسم إدارة الأعمال وبعد سنوات طويله رزقه الله بوظيفه كاتب في مؤسسه دوليه ... له الآن عشرين سنة في الوظيفه وأصبح في نهاية العقد الخامس من العمر ، أكل الصلع اللامع مقدمه رأسه والجزء الآخر إشتعل شيباً ، مكانك سر في وظيفتة !! في حين يسقط بالباراشوت فرسان القهر على حقول المهنية وتصهل خيول الغدر فوق صفحات التخصص ... حاول الاستفسار والإعتراض فكان الجواب ... نقل إلى مكان ناءٍ ... يسكن في غزة ونقلوه إلى رفح !!! الحيرة قتلته والقلق إستبد به والحياة قذفت به في مفترق طرق ... الإنضمام إلى الأغلبية الصامته ... المظلومه .. الخائفه على لقمة العيش المرة ويلوذ بالصمت !! أم المجاهرة بالحق والعدل ورفض الاضطهاد والظلم .. وحبل عدالة الاجنبي ومقصلة الراتب في الانتظار !! في أحد أيام البرد القارص عاد إلى بيته والدماء تغلي في عروقه غضباً ، ذهب إلى بيت جده ، وجده يتمرس خلف نار أشعلها من أغصان الليمون الجافة ، يتكأ على عكازة شكلتها أيادي فنانة من خشب اللوز ... لوز جبل الكرمل وبيمناه مسبحه خشبية حباتها أخذت من زيتونة في جبل النار . - الله يمسيك بالخير ياجدي .... زفر زفرة قوية حارقة كادت أن تحرق جده !! - مساك الله بالخير ياظاهر ... أحس بالقهر يقتلك ...والغضب يسيطر عليك وفي عينيك كلام كثير .. هات ماعندك يا ظاهر . - يا جدي ... مدة خدمتي طويله وكلما فرغ منصب أداري يتم تعبئته من بطانة الادارة ... كلهم خريجون من سنوات قليله ولكن كلهم خريجون من جامعات أمريكية ويدهنون شعرهم بالجل !!!! الواسطه والمحسوبيه ذبحتني ياجدي !! - يا بني ... الأجانب عندكم ... ما هي ديانتهم ؟!! - نصارى وقد يكون بعضهم يهود !! - يا بني لن ترضى اليهود عنك ولا النصارى حتى تتبع ملتهم . يا جدي .. كل يومٍ في رحله الذهاب والإياب نمر من طريق اسفلتية طويلة ... - حدائق غناء ذات اليمين وذات الشمال ... آلاف الدونمات ملك لشخص أورثها لأبنائه وأحفاده من بعده !! يقولون أنها من بريطانيا! - يا بني .... إنها عطايا وهدايا !!! - يا جدي ... والله إني جد حزين لحال أهل فلسطين ... أهل رام الله محكومون بالموظفين ذوي الياقات البيضاء يمتلكون القصور والعمارات والسيارات الفارهة والرواتب , تركوا الخنادق و نزلوا الفنادق وفي غزة يعيشون مسخ الخلاف والإختلاف محكومين بموظفين إهتموا بالطين ونسوا الدين ، أصابهم الوهن وأصبحوا مثل موظفي رام الله كلاهما كصورة عبثت بها ريشة رسام فأفقدتها الروح وأسكنتها الخوار ... هل يعقل هذا يا جدي ؟!!! - كل حزب بما لديهم فرحون يا بني !! . - إجاباتك يا جدي حيرتني ... أشتكي من الفساد الإداري فتقول لي : لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ... وأحدثك عن بريطانيا وأصحاب الأوسمه الملكية فتقول لي : إنها عطايا وهدايا ... والإنهيار وفقدان الأمل في الشعب الفلسطيني في الضفة و غزة فترد علي : كل حزب بما لديهم فرحون ... فهمني .. أريد أن أفهم !!! نظر ظاهر إلى وجه جده الذي تكسوه تجاعيد حاده وعميقه رسمتها ريشة الزمن على خديه ... ركز النظر إلى شفتي جده ... بعد فترة صمت عميقة .... تساقطت كلمات يا بني ... إنها ثمن الخيانة !!!
| |
|