أثـــــر الحيـــــاة
كان يا مكان في قديم الزمان كانت هناك فتاة تدعى ندى كانت تعيش في قرية عزلاء فقيرة لها إخوة صغار و أم و أب ، لقد كانت محبوبة بين سكان قريتها لأنها طيبة و لطيفة مع الجميع كما أنها كانت ترفق بأي حيوان تجده و تساعد من يحتاج إلى العون ...
ذات يوم كانت ندى تتجول مع قطتها ميمي و أختها الصغيرة رؤى في إحدى المروج قرب القرية و فجأة وجدت رجلا يجرب ابنه ضربا مبرحا فأسرعت إلى ذلك الرجل و قالت بصوتها العذب:
لمـــــــــاذا يــــــا عمـــــــــي لماذا تضرب هذا الولد هكذا أليس بشرا مثلنا ؟ لماذا؟ فرد عليها الرجل : لا تتسابقي في الأحداث ، فأنت لا تعلمين المصائب التي أتلقاها من وراء هذا الولد الذي تحنين عليه، فقالت ندى : اااااا ماذا فعل؟
الرجل: ليست مصيبة أم اثنتان فهو دائم المصائب فقد أمرته بان يحرص الغنم لكنه غبي و أبله اااااه يا حسرتي على الخروف فقد أكل من طرف ذئب شرس و ماذا فعل هذا الغبي .. لا شيء.
ندى: هدئ من روعك يا عم تمهل و لا تحزن فما هذا إلا خروف صغير و لا أظن أن هذا الطفل قد قصد إن يفعل شيئا كهذا حتى تلومه .
الأب: معك حق و لكن...
فقاطعه الطفل و قال و هو يجهش بالبكاء : و لكنك دائما تضربني و تنعتني بالغبي ... لماذا ..لماذا لست مثل باقي الأطفال أنا أكرهك و اكره حتى نفسي.
ضرب الرجل ابنه و قال : ماذا ؟ تكرهني؟ أهذا جزاء تربيتي أيها الأبله انك أسوء طفل عرفته في حياتي .
ندى: ماذا يا عمي ؟ إن ابنك يكرهك فهل هذا شيء عادي ، لقد زقك الله سبحانه و تعالى كي تعتني به و تربيه و أنت تضربك ؟ سيدي هذا الطفل نعمة من الله فهل تقابل النعمة التي أنعمها الله هكذا استغفر ربك يا عمي و ضم ابنك إلى صدرك فان انتهى خروف لن تنتهي الحياة.
هكذا كانت ندى رغم صغر سنها فان كلامها شفاء لجروح القلوب...
الرجل: هذا صحيح أستغفرك يا رب انك حقا طفلة ذكية، سامحني يا عزيزي نافع، حسنا ما هو اسمك يا صغيرة ؟
ندى : اسمي ندى وعمري عشر سنوات ، وهذه أختي رؤى أما هذه فهي قطتي المشاغبة ميمي.
تعرفت ندى على هذا الرجل وابنه نافع وبمساعدتها لهما وطيبتها سامحت بين ذلك الرجل وابنه نافع.
و في الصباح الباكر استيقظت ندى في قمة النشاط والحيوية، وذهبت إلى المرج بغية الالتقاء بنافع مرة ثانية فيا للمصادفة، وجدت ندى نافع مع كلبه "سريع " يتجولان فذهبت إليه وقالت: مرحبا نافع كيف حالك ؟
نافع: مرحبا بك أنا بخير لا اعرف كيف أشكرك وارد جميلك لقد غيرت حياتي كليا حقا أنت فتاة عجيبة.
ندى: أنا عجيبة؟ لم افعل شيئا يستحق الشكر.
نافع: حسنا هيا لنتجول قرب أشجار اللوز.
ندى: هيا بنا .
ذهبت ندى مع نافع ولعبا كثيرا فصارا يذهبان كل يوم إلى أشجار اللوز ومع مرور الوقت صارا نافع وندى اعز صديقين فلا يطيقان فراق بعضهما البعض.
مرة ذهبت ندى مع نافع إلى أشجار اللوز وأخذا يتحدثان فقال نافع لندى: ندى، ما هو حلمك في المستقبل؟
ندى: حلمي؟ أنا ليس لدي حلم محدد ولكنني أحب تربية الحيوانات وهي هوايتي المفضلة.
نافع: غريب أمرك.
ندى: حسنا وما حلمك أنت؟
نافع: حلمي هو أن أصبح فارسا قويا أدافع عن المظلومين.
ندى: انه حلم رائع، أتعلم يا نافع أنا أحب الحيوانات جميعها حتى الشرسة منها.
نافع: لأنك طيبة جدا، ندى هل عندك صديقة؟
ندى: لا فأنت الصديق الوحيد المقرب لي، هل عندك أصدقاء غيري؟
نافع: نعم بالطبع لدي صديقة تدعى روان.
ندى: حقا... أريد التعرف عليها ، من فضلك نافع ، خذني إليها ......هيااا خذني.
نافع: آخذك؟ هل أنت جادة؟
ندى: نعم ، لكن هل هي تحب الأصدقاء؟
نافع: نعم فروان فتاة طيبة، كيف لا تحب الأصدقاء و خاصة صديقة مثلك.
ذهب نافع و ندى إلى بيت روان فرحبت بندى و فرحت بقدومها، و عرفتها على ولدها و والدتها و أخوها الصغير هاري.
أصبحت ندى و روان صديقتان وفيتان فشكرتا نافع و صار لندى أصدقاء رائعون مثلها
فكانوا دائما يمرحون مع بعض .
كانت روان فتاة جميلة تحب الزهور أما هوايتها فهي جمع الزهور الزهور و تنسيقها .
ذات يوم حدث شيء مريع في القرية فقد مرضت أم نافع مرضا شديدا مما جعل القرية كلها حزينة،
أما نافع الفتى المرح المشاغب، صار طفلا حزينا و مكتئبا فذلك المرض ليس له أي دواء، فماذا سيفعل الأصدقاء لقاء هذه المصيبة العاجلة يا ترى؟
سمع نافع طبيب القرية انه قال: ليس لحليمة ( أم نافع ) أي دواء يشفيها إلا زهرة خضراء و لكنها نادرة جدا و على ما أظن أنها توجد في الجبل المتسلسل....
لم ينتظر نافع و لا دقيقة و ذهب إلى ندى و روان و أخبرهما بالأمر فقالت ندى: هيا إلى الجبل و نبحث عن الزهرة الخضراء قبل فوات الأوان، ذهبت ندى و روان و نافع إلى الجبل المتسلسل فلاقوا عدة صعوبات خلال ذهابهم حتى وصلوا فبحثوا و لكن بلا جدوى و لكن لم يستسلموا و واصلوا البحث، إلى أن وجد نافع الزهرة الخضراء، ولكن يا للهول سقطت روان من فوق الجبل فجرحت جروحا بليغة فحمتها ندى و أسرعوا إلى القرية و لما وصل نافع و معه الزهرة المشفية وجد أمه قد توفيت قبل بضعة ثوان ، سقط نافع على الأرض فهداه أبوه واخبره بوصية أمه: " يا ابني نافع لقد تربية في أحضاني، وكبرت بين يدي، فاصبر على بلاء الدنيا، واسعي وراء هدفك ونحو حلمك ولا تتخلى عن الأصدقاء ندى وروان، وتذكرني دائما، أنا أمك ، احبك......." ما إن انتهى العم سالم من الحديث ، انهمرت دموع نافع
فأخذت ندى وروان تصبرانه.
مضت الأيام ونسي نافع موت أمه و عاد إلى طبيعته السابقة كل يوم يذهب مع أصدقائه إلى المرج وأشجار اللوز فندى كانت تلعب مع الحيوانات ونافع يجري مع كلبه سريع ويمرح معه أما روان فكانت تجمع الزهور وترقص بينها.
ومرة كانت ندى تلعب مع إحدى الكلاب البرية وفجأة بدا جسمها يحتك ذهبت إلى المنزل فاشتد مرضها، استدعى العم محمد (والد ندى) طبيب القرية، فحص الطبيب ندى ثم قال: لقد لمست حيوانا مريضا.
تذكرت ندى الكلب البري الذي لعبت معه فأخبرت الطبيب بذلك ، أعطاها الدواء.
بعد يومين زارها نافع وروان و لما ذهب نافع طلبت ندى من روان قضاء الليلة معها،وافقت روان على ذلك فقضيتا معا ليلة ممتعة جدا،لما شفيت ندى و استرجعت صحتها ذهبت مسرعة إلى المرج و أشجار اللوز فقد اشتاقت كثيرا إليهما، تجولت هناك و فجأة وجدت بنت صغيرة تبكي،فذهبت إليها و سألتها:ما بك يا صغيرة؟ لماذا تبكين فقالت البنت: لقد دخلت هذه الغابة و أنا لا اعلم أين أبي و أمي، أرجوك خذيني إليهما .
ندى:حسنا هل والداك يسكنان في هذه القرية؟
البنت: لا فقد جئنا في جولة فقط.
ندى: حسنا هيا فلنبحث عنهما .
ذهبت ندى مع تلك البنت الصغيرة للبحث عن والدي الطفلة فبقيت تتحدث معها أثناء الطريق و سألتها: ما اسمك يا صغيرتي الحلوة؟
البنت:اسمي رغد.
ندى: و كم عمرك ؟
البنت: أربع سنوات و أنت ما اسمك ؟
ندى: اسمي ندى و عمري 12 سنة فانا اكبر منك.
البنت: أنت فتاة جميلة و تبدين ذكية.
ندى: شكرا لك و أنت أيضا ذكية رغم صغر سنك.
استمرت ندى في الحديث مع رغد حتى وجدت والداها، فذهبت إليهما واسترجعت لهما ابنتهما رغد، فشكرتها كثيرا، ودعت رغد ندى وتمنت لو تلتقي معها ثانية، عادت ندى إلى البيت، دخلت وقالت: مرحبا ما هو العشاء يا أمي العزيزة،فقالت لها الأم سعاد: مرحبا، العشاء هو شيء تحبينه كثيرا
ندى: لا تقولي انه لحم الدجاج. الأم: بالطبع هل هناك أفضل منه؟ ندى: هذا رائع يا أمي .....
كبرت ندى وصار عمرها 16 سنة، صارت فتاة في منتهى الجمال فان شعرها البني و عيناها بنيتان براقتان أما بشرتها بيضاء كالثلج المتساقط في فصل الشتاء.
أصبحت فتاة راشدة واعية، أما روان فايضا أصبحت فتاة جميلة وعاقلة،شعرها ناعم جدا وعيناها خضروتان لماعتان، أما نافع فقد صار شابا قويا وسيما شعره أشقر اللون وعيناه زرقاوان.
أصبح الأصدقاء الثلاثة كبارا بعد اللعب والمرح في صغرهم، صار للقطة ميمي أولاد أما ندى فقد صارت لديها أخت صغيرة اسمها سارة أما أخوها باسم فقد صار عمره 10 سنوات أما أختها رؤى التي كانت بنت صغيرة عمرها 05 سنوات الآن صار عمرها 12 عاما، ذات صباح في الشتاء القارص جاء نافع إلى منزل ندى وطلب منها الذهاب معه لجمع الحطب من الجبل المتسلسل فذهب نافع ومعه ندى وأيضا ذهبا معا إلى روان وطلبا منها القدوم معهما، فذهبت معهم ،ولما وصلوا بعد تعب شديد خلال الطريق، بدا نافع في قطع الأشجار أما ندى فهي تقوم بجمع الحطب الذي يقطعه نافع ثم تأخذه إلى روان كي ترتبه في العربة التي احضروها معهم، انتهوا الأصدقاء الثلاثة من العمل ورجعوا إلى المنزل .
وأثناء سيرهم على الطريق وجدوا عصفورا جريحا فأخذته ندى معها كي تعالجه في المنزل، ركبت
روان فوق العربة وفجأة همت بها مسرعة فصرخت روان بأعلى صوتها وهي ترتجف من الخوف وجرى نافع وندى وراء العربة، فيال حظها السعيد لقد سقطت فوق كومة من القش ،فاندهش العجوز مما رآه ،وتعرف الأصدقاء على العجوز وشرحوا له الأمر،ولكنهم وجدوا العجوز المسكين الهرم في مشكلة فقد قال لهم:أنا عجوز مسن وعمري 85سنة وليس لدي من يساعدني في العمل لهذه الأرض الواسعة الجالبة للخير الوفير،فقالت له روان:ولكن يا جدي أليس لك أبناء؟. العجوز: كلا،ليس لدي ابن اوحتى بنت. أشفق الأصدقاء على العجوز، فتذكر نافع ابن خالته الذي يبحث عن عمل، ففرح العجوز بسماع الخبر وشكر نافع كثيرا على مساعدته وشكر روان أما ندى فقد أهدته العصفور الصغير الذي وجدته، فسر الشيخ ودعي للأصدقاء بالخير، ولما وصل الأصدقاء إلى القرية بعد رحلتهم الشاقة، ذهبوا إلى أيمن ابن خالة نافع واخبراه بالأمر،ففرح كثيرا وشكرهم.
أصبح الأصدقاء يزورون الأرض التي يعمل فيها أيمن وخاصة روان فهي تحب الذهاب إلى هناك لان الأرض هناك مليئة بالأزهار الملونة والفراشات.
صار نافع يدرس في كلية المحامين لان حلمه هو أن يصير محاميا أما روان فصارت تدرس عن النباتات ونموها، أما ندى فهي تدرس عن الحيوانات في علم البيطرة ولهذا أصبح الأصدقاء نادرا ما يلتقون فكل منهم يذهب إلى مدينة محددة فصاروا يلتقون فقط في أيام العطلة.
أصبحت ندى تهتم كثيرا بدراستها وبأصدقائها فصارت تذهب يوم العطلة إلى المرج وأشجار اللوز لأنها تقضي أوقات ممتعة مع الحيوانات أما روان فقد كانت تجلس بين الزهور لتدرس عنها ونافع كان يصعد فوق شجرة اللوز المفضلة لديه ليطالع قليلا.
أصبح الأصدقاء دائما هكذا فذات يوم مر أستاذ جامعي على المرج،فوجد الأصدقاء،تعرف عليهم فأعجب بهم كثيرا ولهذا جلس معهم فسال نافع:ما اسمك أنت؟ فقال له نافع والحيرة تبدو على وجهه: اسمي نافع مرحبا سيدي.
الأستاذ:تبدو منهمكا في الدراسة ،فماذا تريد أن تصير في المستقبل؟
نافع: أريد أن أصير محاميا محترما بين جميع الناس.
الأستاذ:انه حلم رائع ثابر عليه فانك تستطيع تحقيقه
فرح نافع وأصبح أكثر حماسا لهذه المهنة،ثم سأل الأستاذ روان:وانت ما اسمك
روان:اسمي روان واعرف ماذا ستسألني، اريد أن أكون مسؤولة عن الحدائق والمزارع الكثيرة فإنني ادرس في هذا المجال.
الأستاذ: آه انه حلم رائع أيضا و لهذا أراك منشغلة بهذه الزهور.
ثم نظر إلى ندى و قال لها: و أنت أيتها الجميلة ما اسمك؟
ندى: اسمي ندى.
الأستاذ: حسنا تعلمين ماذا سأسأل.
ندى: نعم أريد أن أصير بيطرية للحيوانات.
الأستاذ: تحبين الحيوانات؟ إذن ثابري على ذلك يا ابنتي.
ندى: حسنا شكرا لك سيدي.
هذا اليوم كان ممتعا أما اليوم الذي بعده فقد ذهب كل الأصدقاء في طريقه .
لما كانت ندى تدرس جاءت تلميذة جديدة إلى معهد دراسة ندى فذهبت مباشرة إلى ندى و قالت: أنا اسمي كاترين أنا أحب أن أصير بيطرية و أنت اسمك ندى، أعرفك.
ندى: مرحبا، هل حقا أنت تعرفينني؟ لدينا نفس الطموح يسرني هذا ارج وان نكون أصدقاء.
كاترين: ماذا؟ صديقتك؟ أنت سوف تكونين عائقا في طريقي إلى النجاح فأنت مثابرة و مجدة في دروسك، هذا ما قاله لي المدير.
دهشت ندى و بقيت تفكر في الكلام الذي قالته تلك الفتاة.
بعد أيام، جاءت كاترين إلى ندى بعد انتهائها من الدرس و طلبت منها أن تذهب معها إلى إحدى الأماكن في الغابة المجاورة ، فذهبت معها ، و لما وصلتا إلى إحدى البحيرات قالت كاترين: من فضلك ندى استديري قليلا حتى اربط لك شريطة شعرك جيدا.
و ما أن استدارت ندى حتى ألقت بها إلى البحيرة و قالت: هذا جزاء من يقف في طريقي، مع السلامة، ارجو لك ليلة ممتعة ندى.
ندى: هاااي ، ساعدوني النجدة ......
و بقيت على تلك الحالة إلى أن مر من هناك شاب فأنقذها و أخذها إلى البيت.
تعرفت عليه ندى و سألته عن اسمه فقال: أنا ادعى كريم و اسكن في هذا المنزل وحدي.
ندى: و لا تمل منه؟
كريم: لا أبدا و إنني أتجول كثيرا في الغابة أحيانا اذهب للصيد في البحيرة و أحيانا أخرى اذهب إلى المدينة و هكذا دواليك إلى يصل موعد زواجي من كاترين.
ندى: ماذا؟ كاترين؟
كريم: اجل كاترين إنها تدرس في المعهد المجاور لهذه الغابة و أنا انتظرها إلى أن تنهي دراستها في علم البيطرة و لكن لماذا دهشت؟ آه إنها تدرس معك أليس كذلك؟
ندى: نعم إنها تدرس معي.
كريم: هل هي طيبة؟ هل تحبك؟
ندى: لا نعم هي طيبة هي تحبني.
كريم: حسنا لقد حل الظلام هيا لنذهب إلى نوم فغدا ستستيقظين باكرا.
في الصباح الباكر ذهبت ندى إلى المعهد فالتقت بكاترين .
كاترين: ماذا؟ أنت هنا؟ من أنقذك؟
ندى: أنقذني شاب شجاع و رائع و يدعى ....
فقاطعتها كاترين: اللعنة على هذا الشاب.
وغادرت إلى القسم، فكانت دائما تنافس ندى في الدراسة و لكن ندى دائما تتفوق عليها.
مرة كانت ندى في امتحان العلوم الطبيعية،لقد كان امتحان سهلا جدا بالنسبة لها ولما ظهرت النتائج وجدت أنها تحصلت هي وكاترين على أعلى علامة فقالت لها كاترين: لقد حصلنا على نفس العلامة اليوم ولكن سوف أتغلب عليك غدا في امتحان الرياضيات.
ندى: حسنا افعلي فلن تخيفينني وسأصير بيطرية.
كاترين: ولكن تعلمين أن في نهاية الدراسة سيأخذون الشخص الذي سيحصل على أعلى معدل ليكون بيطريا ولذلك سيكون ذلك الشخص هو أنا.
ندى: بل أنا فسأجد إلى حين ذلك الوقت فمازال له الكثير، مازالت 5 سنوات.
كاترين: ههههه أضحكتني كثيرا يا أيتها الفاشلة أنا انتظر ذلك اليوم الذي أراك فيه حزينة مكتئبة.
في امتحان الرياضيات تفوقت كاترين على ندى لأول مرة فحزنت ندى كثيرا، أصبحت ندى وكاترين متنافستين في الدراسة وفي نهاية السنة تحصلت كاترين على أعلى معدل،خاب أمل ندى وبعد أن أعطوهم عطلة ذهبت ندى إلى أصدقائها حزينة فقد تفوق نافع وروان إلا ندى المسكينة، فقال نافع: لا تحزني صديقتي فمازال أربع سنوات وتستطيعين التغلب على كاترين.
ندى: حسنا بالتأكيد سأفعل ذلك.
ذهب الأصدقاء إلى صديقهم أيمن ووجدوه منهمكا في عمله فقالت روان: مرحبا أيمن، كيف حالك؟
أيمن: بخير شكرا لكم على الزيارة، روان لقد زرعت أزهار جميلة في حين غيابك.
روان: أين هي يا أيمن؟ آه كم هي جميلة ورائعة.
بقيت روان مع أزهارها ، أما نافع بقي مع أيمن.
أيمن: آه ندى على فكرة لقد أنجبت ميمي قطيطات صغار وجميلة .
ندى: حقا، فذهبت تجري وابتعدت كثيرا عن أصدقائها، و بينما هي تركض سقطت في منحدر.
ندى: النجدة ساعدوني، آه يبدو إن حياتي ستتوقف هنا.
بقيت ندى تبكي حتى الليل وهي على وشك السقوط، قلق عليها أصدقاؤها فاخبروا والديها بالأمر فذهب أبوها للبحث عنها وفي ذلك الوقت أتى كلب نافع سريع فقالت: أرجوك سريع، أسرع إلى نافع و اخبره بالأمر واخبر أبي وأمي أيضا .ذهب سريع إلى القرية فوجد أب ندى العم محمد وبدا سريع في النباح ودله على الطريق، أنقذ العم محمد ابنته، ثم جاء يوم السبت يوم جديد للسنة الثانية فقد صار عمر ندى 17 سنة، ذهبت إلى كاترين: مرحبا كاترين. أجابت كاترين قائلة:يبدوا انك مشرقة ومنفعلة اليوم الم تنسي هزيمتي لك أيتها الفاشلة؟ ندى:لم أنساها ولكنني هذه المرة سأتغلب عليك.
كاترين:تتغلبين علي ؟ يا لك من حمقاء وبلهاء كيف تجرئين على قول هذا لي، ندى:أجرؤ ومن تكونين أنت لأخاف أو ارتجف منك. بقيت ندى وكاترين تتشاجران وفجأة جاء كريم، فالتفتت إليه ندى وقالت: مرحبا كريم كيف حالك؟
كريم و هو في دهشة: مرحبا أنا بخير شكرا.
كاترين: هل تعرفان بعضكما؟ كيف ذلك؟
ندى: حسنا، أتذكرين يوم ألقيت بي في البحيرة، حين إذ أوشكت على الموت لو لم ينقذني كريم.
كاترين: إذن كريم من أنقذك.
ندى: نعم كريم ...كريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم.....
كريم: ماذا هي من ألقت بك في البحيرة؟؟؟؟؟ ، لم أظن يوما انك بهذه القسوة كاترين، أنا نادم لأنني خطبتك و سعيد لأنني لم أتزوج بك كيف تقدمين على قتل فتاة بريئة سأفسخ الخطوبة نهائيـــا.
كاترين:لا أرجوك لااا، لا استطيع تحمل ذلك.
ندى:أرجوك سامحها.
كريم:لا لن أتزوج بشريرة.
و منذ ذلك اليوم أو منذ تلك اللحظة ازداد حقد كاترين عليها و لا سيما أنها تدرس جيدا في هذه السنة ، عادتا إلى التنافس من جديد و صارت ندى لا تلتقي كثيرا مع أصدقائها بسبب الدراسة، أصبحت حياة ندى مملة بعض الشيء، إلى أن انتهت السنة الثانية بعد جهد طويل و كانت الفائزة بالمعدل الأعلى هي نــــــدى، غضبت كاترين كثيرا و صارت كالمجنونة و كالعادة ذهبوا في عطلت أتيحت لهم لمدة شهرين، فرحت ندى كثيرا بعودتها إلى القرية فقد اشتاقت إلى والديها و أخوتها و أصدقائها و لما وصلت بشرت أمها بمعدلها الأول، فرحت الأم كثيرا و قالت: عندما كنت صغيرة كنت اعرف انك ستنجحين في مستقبلك فقد كان الأمل يشع في وجهك حبيبتي.
ندى: شكرا لك أمي و لا تنسي أن كل هذا بفضلك يا أغلى أم ،،، ثم جاء العم محمد: ماذا هناك؟؟؟
ندى: أبي لقد نجحت........
الأب: آه يا احلى ندى . . . .
وبعد ذلك ذهبت ندى مباشرة إلى أصدقائها روان و نافع وأيمن لعبوا كثيرا رغم أنهم شبان كبار،،،، هؤلاء الأصدقاء مروا بأوقات عصيبة و لكنهم تجاوزوها، حسنا كيف سيتجاوزون مصيبة روان فقد مرضت أمها و هي تحتاج إلى خشب الخيزران، تذكرت روان موت أم نافع فخشيت أن تموت أمها إن لم يحضر لها الخيزران.
ندى: لا تقلقي يا روان فخشب الخيزران ليس نادرا مثل الزهرة الخضراء و لا تنسي أن والدي حطاب و سوف أخبره بذلك.
روان: حسنا أسرعي ندى أسرعي و أحضريه.
ذهبت ندى إلى أبيها فأعطاها الخشب و أخذته إلى روان فشفيت أمها.
استمر الوضع لا بأس به إلى أن حان موعد الدراسة و رجع كل الأصدقاء إلى مدينته، و بعد ذلك و بعد أشهر من الدراسة و الجد و التعب و المنافسة بين ندى و كاترين تغلب ندى على كاترين مرة ثانية، حزنت من جديد و تلاشت قدراتها و إمكانياتها للدراسة فقضت عطلتها حزينة أما ندى فقد كانت فرحة جدا و خاصة أنها تحظى مع أصدقائها بالتشجيع المتبادل فقد نجح نافع و روان لم تنجح لكنها لم تفقد الأمل.
عادوا من جديد إلى السنة الرابعة، ذهبت ندى إلى كاترين فوجدتها فاقدة للأمل فقالت كاترين: لقد فقدت كل شيء.......كل شيء زوجي و دراستي ....فماذا بقي لي؟؟؟؟..
ندى: بقي إسرارك و عزمك على النجاح، لا تنسي أنك تغلبت علي مرة و تغلبت عليك مرتين و مازال أمامنا سنتين ........................
استمرت ندى في حديثها المشجع ففرحت كاترين و عاد إليها إسرارها.
بعد نهاية الدراسة فازت كاترين فتعادلتا هي و ندى و بقيت فقط السنة الأخيرة ،،،، بعد ذلك عادوا أيضا من العطلة و استعدوا إلى السنة الأخيرة السنة الحـــــــــــــــــــــــاسمة فقد استعد لها جميع الأصدقاء، بذلت ندى قصار جهدها للنجاح و نفس الشيء مع كاترين و نفس الشيء مع نافع و روان.
بعد كل هذا الجهد من فـــــــــــــــــــــــــــــــاز يا تـــــــرى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فازت ندى في معهد الحيوانات بكونها بيطرية ناجحة، نجح المحامي نافع في كلية المحامين أما في معهد النبتات فقد نجحت روان بجدارة، فرح الأصدقاء بما وصلوا إليه، و قبل العودة إلى القرية ذهبت ندى إلى كريم و طلبت منه آن يعود إلى كاترين و قصت له ما حدث لها و عن معاناتها و أخبرته عن ندمها لما فعلته......
كريم: حسنا سوف أتزوجها فرغم كل ما حدث ما زلت أفكر فيها.
ندى: شكرا شكرا شكرا ...
ذهبت ندى مباشرة الى كاترين و بشرتها بالخبر.
كاترين: لا اعرف كيف أشكرك ندى شكرا لك شكرا جزيلا.
ندى: أ مازلت حزينة على تغلبي عليك؟
كاترين: لا أبدا فقد قررت أن انشأ حظية للحيوانات.
ندى: هذا رائع و الآن ما عساني أقول ،، مع السلامة كاترين وداعـــــــــــا.
بعد ذلك عادوا كلهم إلى القرية فقد أصبح عمر ندى 20 عاما و روان أيضا و نافع 22 سنة أما أيمن النشيط 25 عاما.
فرحت ندى و روان فقد نالوا ما كانوا ينتظرونه
في ليلة من الليالي ذهبت ندى إلى نافع و بقيا يتحدثان تحت ضوء القمر.
ندى: نافع، أ تذكر يوم كنت صغيرا و قلت لي أن حلمك هو أن تصير فارسا و تدافع عن المظلومين.
نافع: اجل و ها قد صرت محاميا و سأدافع عن المظلومين ، و أنت ا تذكرين عندما كنت تحبين كل الحيوانات و حتى الشرسة منها.
ندى: نعم هههههههه لقد كنت مشاغبة جدا ههههه .
نافع: تذكرين وصية أمي عملت بها أليس كذلك؟
ندى: أجل، هل اشتقت إليها؟؟
نافع:كثيرا،،،، لقد كانت أشجار اللوز و المروج هي مكان لعبنا لقد كانت ذكريات سعيدة و رائعة، فقد صرت محاميا و أنت بيطرية و روان مهندسة فلاحيه، حقق كل منا هدفه.......
بقي نافع و ندى يتحدثان عن الذكريات، بعد ذلك و بعد بضعة أيام جاء العم سالم و نافع إلى بيت العم محمد...... لماذا؟؟؟؟؟؟؟
جــــاء لكي يخطب ندى فقبلت ندى بذلك و بعد زفاف أيمن و روان تزوج نافع بندى.
في يوم زواج ندى مع نافع أتى جميع من يعرفها: رغد الطفلة الصغيرة التي الآن صار عمرها 12 سنة و أيضا العجوز الذي ساعدوه الأصدقاء الثلاثة و الأستاذ الذي التقوا به فأنالوا
إعجابه و كاترين و كريم .......و كل سكان القرية، حقا كان عرسا في منتهى الروعة، بدت فيه ندى كالحمامة البيضاء فقد زادها الفستان الأبيض أكثر جمالا و بهاءا و كل هذه الأحداث السعيدة كانت أثر كل ما فعلته من خير في حياتها و عملته و بذلته من جهد و جد في دراستها ،،، فلم تكن بيطرية بالراحة و الخمول بل بإسرارها على النجاح و نيتها في كل ما يحدث لها و هذا ما يكون لها و لكل الناس الطيبين.
شكلت ندى بإخلاصها و وفائها أثر حياتها.....
من تأليف ليليا رمان
Lylia.remane@yahoo.com (Minuscule)
أرجو من كل قلبي أن يقرأها الكثير
مع الشكر الجزيل لمن يقراها و يفصح لي عن رأيه بكل صراحة
عبر بريدي الالكتروني
أثناء تأليف هذه الرواية التي بين يديك التي تترجاك لتلبي طلبها
كان عمري آنذاك 12 سنة
شكرا لكم
الأحد سبتمبر 07, 2014 2:06 pm من طرف 
